الوقفة السحرية… كتب: أ. محمد محجوبي بقلمها




في هذه اللحظة لا أذكر تناسب الوقفة مع لغة الزئبق المعذب والتي تأسرني في أحشاء الماضي وتدلني على بقع الحنين . لا أذكر سوى مواكب متلاحمة الليل كانت تأكل منساة الخيال . وفي كل مرة كانت صورة صباي تشرب حليب الطين وتغرف لونها القديم من سحيق زمن تعطل في لغة الغروب .
في هذه اللحظة . أحاول أن أركز وقفتي على وتد  الحزن منتشرا في ذاتي بكل معاني الرماد . أنا لم أعد كما كنت طائرا يغني صباحه الكبير بعد أن تغدق عليه عيون البساتين بخضرة الشرود . فلم أعد كما كنت أمير غزل يرعى قصور الفراشات ويركب صهوات العبير . وعلى كل زهرة فاتنة يسكن طيشه المبلل الوهم . يشاكس تيارات الرتابة ليرسم زهو وردة تبالغ براعمها غفوات النسيم .
وقفتي النابتة في حاضر الملح الصخري وجبهات الكلس المحسومة الجفاء . وكل محيط غزاة يعززهم مكر الأنفاس وسحت النهار الجبان . جعلت مني طائرا موجوع الغناء . تستبيحه وجوه غليظة الخواء . متخمة الفراغ . متشابكة الانسداد .
في هذه اللحظة تبطش بي كثافة الغيم الصيفي . تصطادني فراغات الهامش الدامع الزوايا . تسلبني أصفاد وقفة بين بؤرة وبؤرة يتجمد عرق النظرات في . كأنني واقف متوقف الحلم.  جامد الأفق . سابح الدوائر المبرمجة الزبد . ورغم النشوز المبتكر من عنوان مجهول . لا أزال مصمم على مرواغة الوقوف لكي أظفر بجوهرة النوم التي ورثتها عن أمي . وهي تودعني على محطة قلب تتجمهر حولها سحب الوقوف . ولا مطر نقطفه من جفاف الوجوه .


الجزائر

تعليقات