دراسة نقدية.. للكاتبة والناقدة العملاقة /ميلو عبيد

قراءة موجزة في نص د. السيد الحلواني (قهر وصمت)
-  النص :
سقيت بكأس أمانيكم ومن عين الغدر  سكابا
وتجرعت بيد القريب قبل الغريب مر الشرابا
وأمسى ضمير الوجد عندى طباقا وألوانَ عذابا
لا تأمنن لمن أثراك بقربٍ فدعك منه فالبعد عنه عين الصوابا
قد مات الود فيهم  ونهشوا بالقلب نهشَ الذئابا
ضلوا وعبثوا وخانوا وارتدوا للزهد  الثيابا
وقتلوا القلب بقسوةٍ وأخذوا من عمقى الروح غلابا
لست بمأملٍ بهم  فمن كان الغدر طبعهَ فلما العتابا
وقطعت على نفسى  أن لا أبرح أرض الثعالب ارتيادا
ماظننتُ الهجرَ فيهم وقت تدبيرِ شراك الجوادا
فعلة الخبث قتل الرموز وسلاحهم  كلامى فأمرت الشفاه إجتنابا
فالصمت عند اللئام أدبً ومخاطبتهم عين الخرابا
لا تحسبنَ أن ربى غافلٌ فمن فعل ليفُعلن به والخلقُ شُهادا
ولا تحسبنً أن ساحتكم علت فغداً تسقط جبال غدرِكم ترابا
وسيفتح الله لكل صادقٍ من عمق
غدركم ساحات علاَ وأبوابا

القراءة :

{ التناص التضادي مابين عتبة النص الأولى / العنوان ،ومتن النص }

لو احصينا مفردات النص لوجدنا الغالبية العظمى منها ( الغدر . تجرع المر . عذابا مات .نهشوا . ذئابا . ضلوا .خانوا . عبثوا . ارتدوا. . لئام . خراب شراك .خبث .قتل ....الخ ) هي مفردات تدل على واقع متدهور فجاء صوت السارد متألما( صارخا )من الخذلان الذي الم به ،واقع مستمر في تدهوره والمعنى الدلالي لألف الإطلاق التي جاءت في القافية ( سكابا . شرايا .عذابا.صوابا . ذئابا . غلابا ......إلخ) إنما تؤكد استمرارية حال ذاك الواقع وامتداده فحرف الألف هو حرف لفظي مجهور يدل على ارتفاع الصوت عند النطق ، وهذا ما يتناسب وعتبة النص (صمت وقهر) دلاليا
صمت // عدم تفاعل أو ظهور أي ردة فعل تجاه مايجري
وقهر // القهر نوبة حسية شعورية غاضبة غالبا يعبر عنها بصوت مرتفع حد الصراخ فيستدعي ذلك اللجوء إلى التصرف لإيجاد معالجة وحل لما آثار وسبب القهر  لكن ان يلازم القهر صمت فهذا يعني دراماتيكيا استمرار القهر وبالتالي استمرار حال ذاك الواقع
وبمقاربة ما سبق نخلص إلى :
- صمت وقهر = سكوت = استمرار  حال الواقع
- متن النص =واقع متدهور = خذلان مفتوح على المدى (الف الإطلاق )=استمرار حال الواقع وقد جاءت كلمة الله وتوكيل الأمر له في نهاية النص تأكيدا على عدم إمكانيتنا تغيير الحال .....
تقديري واحترامي
--؛----------------------------ميلو عبيد/سوريا

تعليقات