راقصة الإمبراطور.. للكاتبة المتألقة / ليلى الحسين



للنقد
""""

تباً لك....وسحقاً
بدأ الحلم يختفي وكل ماتدركه يصبح وهماً.
كل ما يتعلق بمطالب أو حقوق يصبح ضرب من الخيال
حصاد دهر لم يكتفي ذلك النمرود المتكالب على تلك البجعة المسكينة أن تسلم منه أذلها
.....سحق كرامتها إلى الحضيض جعلها مثلما يريد.
مسكينة صامته لاتنبه ببنس حرف يسقط منها الكثير من العبارات والقلق يخيم عليها  الخوف والرعب تخاف بطشه تحلم بأشياء جميلة تزين جادتها، يزهر ربيعها يعوضها عما فاتها من أوجاع والآلام المخاض العسير،  الذي ألما. بجراحها وقت استنزاف المصائب
حاولت جاهدة هذه (المعمورة) النهوض والسير في استقامة واحدة إلا أن شيء ما يشدها نحو الأسفل

تلك الحقول التي أصابها العطش لم ترتوي يوماًً، جفت. ..تشققت أكلها الوباء حلمت أن ينبت برعم صغير يداعب عقول الجهلة.

ولكن هي موقدً... للثأر في خاصرة الأيام والأزمان ....والأزمات.
 حاصروهم على مدار سنين بزغ ذلك البرعم بدأ يكبر تمددت أحلامه حاول جاهدا أن يكون لها إخوة بين الشقوق ليقوى عوده...

عندما كبر قليلاً، جاء عابر سبيل داس عليه سحقها بقدمه المبتورة بالتخلف والجهل ....أصبح  يتعذب بين الشقوق ....
أن  يكبر ويساعد من حوله أو أن يستسلم ويخلص نفسها من بطش ذلك المبتور بالجهل إلا أنها علم أن لا فائدة من رجل قوامه العبودية....والتخلف...والجهل.

ما أن تحررت هذه الأرض ...من ظلم المستعمر بعدما قطع أجزائها دويلات صغيرة،  وبث الرعب والحقد  بين رعايتها حتى جاءها ذاك الإحذب بسط سيطرته عليها بهامته الثقيلة ذهب المحتل ووضع ذاك الأشعث بدلٍ عنه حرمها من حريتها.

 هي محاصرة بجيش عرمرم من الفاسدين والحاقدين على ترابها الطاهر.

الآن لا تستطيع مقاومته سوى بالصراخ والبكاء بصمت حزين، كيف تجرؤ على العودة إلى سالف عهدها.

هذه الأرض فتية ما لبثت خرجت من تحت الإنتذاب والإستعمار حتى صفعها بكفه الثقيل أرداها أرضاً، بسط سيطرته عليها بسطوة حراسه، بقمعهم المستمر لها ولكن هي بحسن مفاتنها الرائعة كسبت قلبه بدأ العشق يتسلل لداخله، بنظراتها البريئة وعفت روحها وتواضع أخلاقها ماذا تفعل ببطش إمبراطور.
 لذيه كل القوة والحرس وكل ما يخطر ببال أحد.
 أنهُ رمز العبودية والوحشية همهُ الوحيد  ثروته وقوة نفوذه.

يا إلهي الآن يجتاح كينونتها يغريها بما لذيه من قوة ونفوذ ماذا تفعل.
أذخر كل أموال مملكته لشراء آلات التعذيب والقتل ومعدات عسكرية، أهلك الشعب بالخطابات والوعود الكاذبة نصب المقاصل علق المشانق أعدم العقول التي تعارض مصالحة الشخصية
سحقهم بافكاره المتخلفة لا يريد أن يتطور شعبه يريد الفقر والجهل يعم المعمورة وهو فقط يستلذ بما شاء وطاب.
حتى أبنائه لايعترف بهم منذ الولادة يرسلهم لمربيات يرضعوهم، حرمهم من حنان الأم.
 لم يكبروا معه لما هذه القطيعة يعتبرهم ابناء زنه.

الآن بدأ الصمت يخيم، بدأ زمن الاعتقالات.
لقد حول البيوت مساكن للحرس، حفر خنادق تحت الأرض الكثير من الإنفاق ، حول المعمورة خوفاً من أن تتسرب الأفكار من الخارج إلى مملكته.

 كل هؤلاء البشر  هم سجناء مساكين.
من أين جاء بهم؟
هم فلاحين وعمال الكسبة الصغار  كل من يقترب منه يزجه في السجن.

 يصيح أحد المعتقلين أنا لم أفعل شي لما ترموني في السجن ماذا فعلت، يبدأ بالصراخ والبكاء ويترجاهم أن يفكوا قيده ويطلقوا سراحه.

يأتيه صوت من خلف الجدار.
أصمت.....يا هذا...
 تباً لك... يبدأ الشتائم بصوت مرتفع.

_ أريد أن أنام لما كل هذا الصراخ والزعيق؟...
 أصمت ولا أريد إي كلمة منكم  نحن هنا أقامتنا طويلة الأمد!!

 ماذا ينقصنا طعام... أو شراب ...
أو غذاء... أو دواء ...
أو حتى وسائل ترفيه.
 كل شيء متوفر هنا.

هنا نزل الأثرياء.
 أنظر الحمامات مغاسلها من فضة وذهب أما الأسرة أنها من الحرير.
 ولكن أنتم شعب جاحد النعيم.
  أصمت أريد أن أستمتع بإقامتي السياحية هنا.

يا ويلي ماهذا الخرف من حولي....

كانت زنازين تحت الأرض كل زنزانة لا تتسع لمد رجل واحدة والماء يتسرب من بين الشقوق.

 أبتعد أيها الفأر هذا طعامي، لا تقترب أرحل بعيداً هيا.

 يا الهي ما اكثرهم من أين كل هؤلاء البشر.
 من أتى بهم إلى هنا؟ ماذا فعلوا...؟

_لحاهم طويلة وشعرهم اشعث أجل حتى أظافرهم وسخة جداً وطويلة، العفن والوسخ والأمراض هنا في هذا المكان.

_بدأ جسدي يحكني ...أهرش بحالي.

 لما لا يأتي أحد من منظمة الصحة وترعاهم ...؟!

كم أنا أحمق...!!

كيف يأتون إلى هنا...؟

وهل يسمحون لهم كل شخص يريد أن يسلم برأسه،
 كي لا ياتون بأحد من أفراد عائلته معه.
يا الهي بدأت الأفكار تنهش عظامي.

هل من الممكن أن يأتون بولدي الوحيد ويعاقبوه أمامي....؟!!

أم يحضروا زوجتي ويغتصبوها....؟
وأنا أراهم.

 أو  يقتلعون  حنجرتي أمام عين أمي وأبي وأبقى أتألم أمامهم...؟!!

لا..  ليس لهذه الدرجة أنا سمعت عن بطشهم ووحشيتهم!!...

ولكن ليس لدرجة الرديئة. والوقاحة، سأحتفظ ببعض الصمت ولا أثرثر كثيرا.ً أو أن يعروا جسدي ويتركوني أنام فوق الثلج.
 لا.... هذا غير معقول هم  يحتاجوني ويحتاجون هؤلاء المساجين لأعمال السخرية.

 ماهذه الأفكار التي تراودني...!!

   يبدو أنني جعت كثيراً ...
 أجل أنا جائع....

 آه يا (سمية) يا حبيبتي!...

  اشتقت لك و لطعامك المحروق ..

كم كانت ساذجة وغبية!!...

 تحاول أن تخترع أصناف جديدة من الطعام وتبتكر ...ههههه...

 _ أما أن يحترق معها ... أو تزيد  الماء فوقه يصبح خليطاً لا تعرف له طعم أو رائحة.
أو الملح يطوف حوله... على كل حال ريتني أعود إليها.

 وأتناول طعامي من بين يديها.

 كل شيء أرحم من هذا الطعام العفن. ..أخ لا علينا.

يا إلهي ما هذا ...؟
هناك صوت أنين يأتي من خلف زنزانة آخرى.
_ أسمع يا أخي! لما أنت هنا؟ لما الأنين! صوته حزين،  ماذا أصابك؟
 يأتيه الجواب: كل يوم يأتي الحرس يجلدوه ويعيدونه إلى هنا.

ماتهمتك يا أخي، يقول آخر:
 أنا سمعت انه وعلى ما اعتقد ولست أجزم هكذا سمعت أنه كان من ضمن حراس الإمبراطور وكان يسترق النضر خلسة خلف الأبواب ويوشي به لأعدائه.
آه الآن فهمت... لا .... يعني جاسوس.

يقول آخر ليس هكذا هو لم يفعل ذلك  كان يسرق من خزينة مال الشعب عندما يجمع المال من المحاصيل عند الفلاحين.

أصمت أنت وهو ...
لا... ليس الأمر كما تقولون:  لقد عقد صفقات كثيرة مع أعوانه بالخارج وكان يراسلهم وينقل لهم أخبار كل ما يحدث بالمعمورة .... آه أنه عميل
هكذا إذن.

يقول آخر ليس كل ما تحدثتم عنه صحيح هو لم يفعل شيئاً مما ورد...

ولكن ماذا فعل؟ لما كل هذا الأنين؟
 يا الهي أرحم هذا المسكين.

يصيح أحدهم من زنزانة أخرى
مسكين هذا مسكين، يقولها بسخرية،
 أنه خبيث.

_ كان عين الإمبراطور الذي لا تنام يتجسس على كل ما يحيط به وينقل لهم أخبار من حوله في مقاطعته حتى أنه جاسوس على زوجته وأبنائه.

اممممم ...
يتمتم الرجل وماذا كان يجني من كل هذا.... نحن ما نزال بعيدين كل البعد عن التطور والتقدم والحضارة والتخلف والجهل ينهش بنا..
  _أجل مثل هؤلاء البشر يكونون أذناب الإمبراطور لقاء فتات من الطعام العفن

لا ......ليس صحيح كان عاشق لراقصة الإمبراطور.

 أراد أن يحررها ويطلق سراحها نحو الحرية ويقضي على حكم الفرد الواحد ويقودها نحو مستقبل فيه تطور وحضارة لا استعباد ولا سيطرة أو خوف من القادم.

 بناء مدارس للتعليم وجامعات وروضات للأطفال
كان يحلم أن تزهر مع تطور الإنسان حتى يكبر العقل البشري وينافس تطور الأمم 
تلك الراقصة شهيدة النقاب  وعطوره قبيحة الرائحة.
ليتحسس جسدها كل ليلة ويستمتع بشهواته ، عقد صفقات على جسدها الضعيف المهمش من شدة الخوف والطعن بعفويتها.

أمر حراس القصر بمرقبتها طوال الوقت ليل.. نهار.

حتى ..لا يتسنا لها مخاطبة غيره ويغيرون مشاعرها اتجاهه.

ذلك الإمبراطور
قبيح الخلق احذب الظهر اشعث الرأس كبير الكرش،  تنتابه لحظات خوف وجنون يرتعش عندما يراها يقف صامتاّ أمام جمالها.
الآن هي تقف أمامه عند عتبة جناحه يختلس النظر إليها.
 هل ستقترب نحوه أم ستتردد في الدخول إلى مكان قبحه.

بعد كل هذا الانحطاط الفكري والسياسي والحضاري.

 بدأت تكبر وتشهد لها أيام جميلة تزهر مع ربيع جيل جديد قادم يدمر كل فكر ورثوه من أسلافهم.

   آبائهم  كانوا جبناء ملوا... القتل والتدمير يريدون فقط العيش بسلام بعيداً عن سفك الدماء والقتل.

الجيل الجديد يرى الحياة من منظور آخر يحب الموسيقا والرقص والزهور.
 والتعليم في الفضاء الخارجي.
تحت أشجار اللوز والسنديان

هذا الجيل  يعشق الحرية ويكره العبودية يريد مواكبة العصر وحمل أحدث الأجهزة بالأسواق الإلكترونية.

يريد أن يتعلم في الطبيعة،وليس في صفوف مغلقة يكبلها النعاس مع بدأ الدرس.
 يا إلهي  ماهذا الخيال والأحلام لما تطور حلمنا إلى هذا الحد يجب طرد كل هذه الأفكار السوداء من عقلنا وعقل راقصة القصر .
لا يجب التمادي في الأحلام.

فجأة أستيقظ على صراخ وتمتمة الكل مرتبك وخائف هناك جلبة في الخارج وكلام غير مفهوم.

 ماذا يحدث؟... لما هذا التوتر والأصوات لما يأخذون السجناء ولا يعدونهم.

ماذا يحصل؟
كثرت الإعدامات... لماذا؟

يا....إلهي سيأتي دوري.
أقسم بالعلي العظيم لم أفعل شيء!

 كنت نائم في فراشي عندما جائوا بي إلى هنا.

سمعت أحد الحراس  يهمس بصوت منخفض.
 إن راقصة الإمبراطور هربت من القصر وجميع المملكة يبحثون عنها.

هناك استنفار عام ...بدأت حالة الطوارئ في البلاد.
أين هي لما هربت أين اختبئت؟ّ...

يقولون هربت إلى المزارع بين الغابات مع العمال والفلاحين ليحموها من بطشه.

هي تخافه ولكن الآن تمتلك القوة الكبرى أصبحت شابة قوية تدرك ما تريد.

ولكن الآن....الآن بدأ نتف الريش ظهرت عورت الإمبراطور أمام الملأ.

 ركض كل صاح وباع يسترق النظر إليها
 ليتساقطوا فوقها مثل الذباب.

ستنهض ويقوى عودها ولم تثمر ألا بعد أن يعترف بها أمام الجموع أنها ليست لقمة سائغة له ولكل من طلب التودد لها.

 يتقاسموها مثل قطع الكيك المغمس بالحلوة، والفاسدة من الداخل.

كانت نيتهُ حمقاء عندما خرج بها للعلن لم يدرك  أنها فنية ليس لها جدران تحميها من الرصاص وانها مرة المذاق ولقمة سهلة بين أسنان الأشرار.

صاح أحدهم، لما هي هنا؟!!
كيف استطاعت الهرب!!...
من أطلق لهذه الحرية  الخروج؟.
كيف تحررت تلك الجميلة؟
 من فتح لها الحدود؟.
أسئلة كثيرة تذوي في المكان ذون أجوبة
تدور  الأحاديث الكثيرة!
يتمتم الناس يطلقون عبارات استغراب  عن الحرية والسلام وحقوق الإنسان وإطلاق سراح المعتقلين والتحول الاقتصادي
وصوت هرج ومرج تضيع الحكاية  والكل يبدأ بقصة جديدة كأنهم يعلمون مايحدث تختفي الأحاديث وسط صمت لتبدأ من جديد سرد قصة أخرى وكأنهم يريدون كل واحد فيهم تصديق قصته اكثر من الآخر،
ومازال الكل يحاول أن يسترق النظر إليها خلسة بتمعن في مفاتنها الجميلة، ذات القوام الرفيع، والشعر الحرير الأشقر، ذات إبتسامة رقراقة عذبة  وعيناها تبرق بكل ألوان الربيع.

حتى عندما تسير تسرق الأبصار الكل يهيم خلفها بمفاتنها
يقول آخر: لما وضعوها هنا من أتى بها إلى هذا الحي الشعبي الفقير!....
 ماذا يقصدون بجلبها لنا؟...
ما هي الغاية من كل ذلك؟....

أجل يتمتم أخاه من خلفة لما لا نأخذها لبيتنا وهناك نستلذ بالشراب والطعام معها...؟
 يعقد أخاه الأكبر حاجبيه به أذهب من هنا لزوجتك.
 لتنظيف نفسك رائحتك نتنة.

أين هي تختفي فجئة

من رآها هل هي جنية لما اختفت
يصيح آخر لا يا أخي عندما كنت تتحدث إلى أخاك وتتعارك معه جاء حراس القصر واخدوها معهم.


تعليقات