جراح نازف.. صبرا وشاتيلا..بقلم الكاتبة /،جومانةمحمود الصالح

"صبرا وشاتيلا"
جرح نازف في ذاكرة فلسطين
بقلم
سبعُ وثلاثون عاماً مرّت على ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا
وما زال الدم ينزف من قلوبنا
وما زالت مشاهد الذبح ماثلة في أذهاننا
ورغم الأسى.... لا تزال قلوبنا تنبض بالقوة والإصرار
- صبرا وشاتيلا: يقع مخيما صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في الجنوب اللبناني غرب مدينة بيروت، وتبلغ مساحته 1كم مربع، ويبلغ عدد سكانه حوالي 12 ألف شخص.
- بدأت أحداث تلك المجزرة الأليمة عند غروب يوم الخميس في السادس عشر من أيلول عام 1982م؛ هو العام ذاته الذي اجتاحت فيه قوات الكيان الصهيوني جنوب لبنان
هو العام ذاته الذي وقف فيه الفلسطيني والسوري إلى جانب أشقائه اللبنانيين للدفاع عن سيادة لبنان ووحدة أراضيها، حيث اجتاحت جحافل الكيان الصهيوني جنوب لبنان عام 1982 وبدأت بقصف المدنيين وتدمير الأبنية السكنية في المناطق اللبنانية وصولاً إلى المخيمات الفلسطينية التي فرضوا عليها حصاراً شديداً، لتسهيل مهمة قتل أهالي المخيم بأيدي عربية شقيقة هي حزب الكتائب اللبناني اليمينية المتطرفة الموالية للكيان الصهيوني بقيادة "إيلي حبيقة"، بالإضافة إلى جيش لبنان الجنوبي بقيادة "سعد حداد" الذي انشق عن الجيش اللبناني وشكل بالتحالف مع الكيان الصهيوني  ميليشيا مناهضة للوجود الفلسطيني في جنوب لبنان ضمت 400 جندي.
- في بداية الأمر اعتقد الفلسطينيون أن الكيان الصهيوني سيدمر الأبنية السكنية ويعتقل الشباب كما فعل في صيدا وصور؛ لكن ما خُطط له كان أكثر قساوة من براءة الفلسطيني الأعزل حيث صدر قرار بذبح أهالي مخيمي صبرا وشاتيلا من قبل "رفائيل أتيان" رئيس أركان الحرب الإسرائيلي، و "آرئيل شارون"  وزير الدفاع آنذاك متذرعين بوجود 1500 مسلح داخل المخيم.
حاصرت الآليات الإسرائيلية المخيمين، وتمركزت بعض قوات الكيان الصهيوني فوق مبنى السفارة الكويتية لقنص كل من يخرج حياً من المخيم، وأغلقت مداخل النجاة، ولم تسمح لوكالات الأنباء والصحافة بالتغطية الإعلامية إلا بعد الإنتهاء من المجزرة المروعة.
بدأت القوات الصهيونية بإلقاء القنابل المضيئة التي ملأت سماء المخيم بغية تسهيل مهمة قوات الكتائب اللبنانية بتنفيذ عمليات القتل بحق أهالي المخيم لمدة 48 ساعة متواصلة بدم بارد، حيث وُجدت جثث مشوهة تفنن المجرمون بذبحها واغتصبت النساء قبل قتلهن وبقرت بطون الحوامل.
في الجهة الأخرى من المخيم كان الأهالي يتجمعون أمام بيوتهم يتسامرون ويشربون القهوة والأطفال تلعب حولهم، بينما تجري على بعد عدة أمتار منهم عمليات الذبح لأن مجرمي الكتائب استخدموا السلاح الأبيض وكواتم الصوت فلم يُسمع صوت إطلاق النار؛ هذا ما منع الفلسطينيون من معرفة ما يجري في المخيم حتى بدأت بعض النساء اللاتي هربن من هول المذبحة بالوصول إلى الجهة الأخرى من المخيم لطلب المساعدة وهن مضرجات بدمائهن حتى أيقن الأهالي أن هناك شيء مريب يحدث في المخيم، فسارعوا لإدخال النساء والأطفال إلى الملجأ الذي تم قصفه بطائرة حربية صهيونية واستشهد كل من فيه، حينها كان آرئيل شارون يطير قرب سماء المخيم بهيلكوبتر من أمام السفارة الكويتية حتى يشبع براثنه النتنتة برؤية شلال الدم الطاهر.
استفاق العالم على أبشع المذابح في تاريخ البشرية؛ سجلها مجرمين الكتائب ونفذوها دون رحمة، راح ضحيتها مايقارب 4000 شهيد بين نساء وأطفال وشيوخ ومدنيين عُزل.
اعتبرت مجزرة صبرا وشاتيلا من أكثر الفصول الدموية قساوة في تاريخ الشعب الفلسطيني الصامد حيث طُعن من بعض أشقائه وفي ديارهم قبل طعنة عدوه وبوحشية لم يشهد لها العالم نظير.
هذا حال بعض العرب الخونة ممن تغرب عن أمته وغرد بعيداً خارج السرب ليجد نفسه متخاذلاً وضيعاً، فقد مضت السنوات ليأخذ الحق مجراه بإغتيال "إيلي حبيقة" عام 2002 المسؤول عن مجازر صبرا وشاتيلا، ووجهت أصابع الإتهام إلى الكيان الصهيوني الذي أراد منع "حبيقة" من الإدلاء بشهادته أمام محكمة بلجيكية كانت تنظر في دعوى ضد شارون حول مجزرة صبرا وشاتيلا، وبعدها بموت شارون الذي صارع المرض سنوات.
هنا تذكرت قول الشاعر السوري الكبير "نزار قباني" عندما قال:
نحن عكا ونحن كرمل حيفا وجبال الجليل واللطرون
كل ليمونة ستنجب طفلاً ومحالُ أن ينتهي الليمون.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
والحرية لأسرانا في سجون الاحتلال الصهيوني.

تعليقات