فلم التسول..للشاعرة المتألقة د/ شفيعة عبد الكريم سلمان

فلمَ التسوّل
أرَضيْتِ ذاكَ وتفعلي
ولديكِ حلّ المشكلة
حتّى بقارعةِ الطّريقِ
لم تترُكي نَفَرَاً يمرّ
إلّا..له تتوسّلين
تسعَينَ نحوهُ جاهدةً
تبكينَ أو تتذلّلين
كيفَ التّصدّق ياتُرى
والساعدُ المفتولُ
غطّاهُ الحِلي
والوجهُ صبحٌ نيّرٌ
من غيرأنْ يُطلى طَلِي
نظرَاتُ من يلقاكِ
فيها قصةٌ عنوانُها
عودِي لرُشْدِكِ واخجِلي
حتّى المساجدَ والكنائسَ كلّها
نصَحَتْكِ لاتتجوّلي
وكذا إشاراتِ المرورِ
اسْتَهْجَنَتْ
ورجتْكِ كيما تعدُلي
عمّا صنعْتِ بنفسكِ
إنْ كُنْتِ ذلك تجهلي
مرآةُ وجهكِ عاتبتْكِ
استنكرَتْ ماتَفْعَليْ
كيفَ ارتضَيْتِ لنفسِك ذاك؟
ولماذا هذا تخيّلي؟
بلْ فكّري ياأنتِ
فيما تبتغينَ...تأمّلي
من أجلِ شيءٍ تافهةٍ
أنتِ اسْتسَغْتِ المسألة
أسبابُ ربّك واسعةٌ
منها استمدّي وحلّلي
لاتخشي جوعاً أبداً
فالفقرُ ليس بمعضله
وتجنّبي مالايليقُ بك
وإلى الإله تبتّلي
ولسوفَ يهديكِ
وفي دأبِ اعملِي
العالمُ الأكبرُ فيْكِ قدْ انطوى
هيّا اذهبِي
وارمِ قواميسَ التّسوّلِ كلّها
لنْ تُخْذلي..لنْ تُخْذلي
وركونُكِ للنّاسِ عنه استبدلي
بالعزمِ والتّصميمِ لا بالتّكاسُلِ
هذي النّصيحةُ جرّبيها
وبأعلى صوتِكِ اصرخِي
ياليلُ إذهبْ وانجلِي
ياليلُ إذهبْ وانجلي
إنّي فتاةٌ
راودتْنِي الرّيحُ عن نفسِي قليلاً
والآنَ تُبْتُ إلى الولي.
ولديه أمري أحلْتُهُ
وعليه دوماً توكّلي.

إطلالة
"""""
إطلالتى على القصيدة التى نسجتها د/شفيعة
ليست دراسة نقدية . ولكن فقط نظرة واقعية
على واقعية خطاب الدكتورة النصى التشكيلى
حيث لشاعرتنا المتالقة مدرستها الخاصة .وبمدرستها
الواقعية عدة طرائق تنهج قليلا من نهج الحداثة الموزونة معنويا . لكن واقعيتها فى هذا النص جرتنا كمستقرئين إلى نوع من الخيال إبتكرته رغما عنا الواقعية المجلفنة بطلاء الخيال الواقعى أيضا لأن هناك خيال يحمل سرعة رقمية لا يستوعبها العقل. وفى الأخير صنعت شاعرتنا بعمق أعماقنا محاكاة على الطرائق لها بداية ولها نهاية غير متناهية .فيضطر المستلهم حين يستهم قراءة نصها ان يستعد لحركاتها التى تصعد بالتأكيد وحركاتها التى تهبط بالتنديد .
وبالأخير عرفنا من واقعيتها على الطريق حياة من نوع أخر تعالجنا من أمراض النفس والغى والعى وفى النهاية إسترحنا عند واقعيتها.
تحياتى
د/السيد الحلوانى
مستشار مجلس الإعتماد الدولى
الأمين العام لرابطة مثقفى الشعوب العربية


تعليقات