من متاهات الحياة ...للكاتبة المتألقة د/شفيعة عبد الكريم سلمان

مِنْ مَتَاْهَاْتِ الْحَيَاةِ
اقْتَادُوها مُرْغَمَةً،ويَغْشَاْهاالسّوادْ
لَبِسَتْهُ لَمْ تملُكْ لِنَفْسِها إعترَاضْ
سَارَتْ كَسَائمةٍ تُجَرُّ، لِحَتِفِها
فُسْتَانُ عُرْسِها،ماتخلّلهُ البَيَاضْ
مَنْ كانَ يرْقَبُها، يظنّها مثلُه ُ
فيها حَيَاةٌ لايَظُنّ بها مَمَاتْ
تتنفّسُ ..تَمْشِي.. كما يُرْضيْهُمُ
والنّارُ تُحْرُقُها تُحوّلُها رَمَادْ
والقاتِلونَ ، لَمْ يَحُسّوا بِما بِها
يمشُونَ مُختالينَ، مِنْ فَوقِ الرّمادْ
ماذاتقولُ لهم؟ وبينَهُمُ العزيزْ
من لقّبوهُ بالسّميّ،والجوادْ
بركانُ صَدرِها ثائرٌ كجَهَنّمٍ
والفكرُ فيه طَلاسِمٌ، من إنقيادْ
عَاْشَتْ مَراسِمَ دَفْنِها،وبِقُربِها
أهْلُوْنَ ماشَعَروا،بإعلانِ الحِدادْ
بَيَدِيْها تَمْسَحُ دمْعَها.
بِهِما تُخِيْطُ جِراحَها
بِهما تُرَتّبُ شَكْلَها
وتُقَابِلُ الآلافَ،مِن بينِ العِبَاد
خَيْباتُها جَاْءَتْ كَسِيْلٍ جارِفٍ
لِكيانِها اجْتَاحَ،ولمْ يُبْدِ الحِيادْ
بَلْ أبدَى كلّ تَنَمّرٍ، وتَمَرّدٍ
لِيَقِيْنِهِ مَاتَتْ، وَجَافَاها العِنَادْ 
لَكنَّها انتفَضَتْ بوجْهِهِ فَجْأةً
ولَهُ تَصَدّتْ،حَوّلتْهُ إلى جَمَاْد
منْ طَمْيِهِ صَنَعَتْ لنَفْسِها مَرْكَبَاً
يُعلوهُ مجذافٌ، تطوفُ به البِلادْ
مِنْ كلّ تجربةٍ  توثّقُ عِبْرَةً
كَيْ تُغْنِي مَرْجِعِها،وَمِنهُ يُسْتَفادْ
طَافَتْ مِنَ البلدانِ بَعْضُ بِحَارِها
لْمْ تَخْشَ منْ غَرقٍ،وتبْحِرُ باجْتهادْ
كانَتْ تحدّثُ نَفْسَها ،عَنْ نَفْسِها
وَتَقُوْلُ لِلْعلياءِ، أَبْغِي الإرتيادْ
بَيْنَ النُّجُومِ مَكَانها،وبِجَهْدِها
بِفِعالِها قدّعَطّرَتْ وَرْدَ الرّياضْ
لا تُدْهَشُوْنَ لِعيْشِها، بَعدَ مَوتِها
على رَبِّها اسْتَنَدَتْ، ونِعْمَ الإسْتنادْ
_______________



تعليقات