إلى الفاتحين ..بقلم الشاعر منصور دماس مذكور


إلى الفاتحين[1] **********
 في أيِّ مركبةٍ إليكم أعبــر 
لا تعرف التَّأجيل لا تتعثــر 
ما بيننا- يا سادتي- وخصالكم 
طول يهول من الجبال وأبحر!
 قلمي يُعاق بذكركم لكنْ إذا 
ذُكرتْ محاسن غيركم يتبختر!
 حسبُ المفاخر إن بدت لسموكم
 أدنى فمنكم في المحافل تفخـــر! 
ما موطن الأمجاد لولاكم؟ 
فما كانت سوى أعمى فأصبح يبصر! 
بحر المديح بوصفكم مدٌّ إذا باهت 
مدائح غيركم يتغيــــّــــر! 
كلُّ المدائح قصَّرت ولبابكم وجهٌ
 مضيءٌ لا يُملُّ ويُنكــــــر!
 عذراً إذا عجز اليراع فصنعكم 
من سرد أشعاري أجلُّ وأكبر 
عذراً فعزمي مسرجٌ لكنَّ 
من حولي يخاتل تارةً ويحــــذِّر 
نلتم وأنتم قلَّةٌ فوزاً فمـــــا
 أقصاه من زمنٍ ونحن الأكثر!؟
 نزهو بذكر الفاتحين حكايةً 
يسلو بها الكأس الخبيء ويسمر!
 ونزوغ عن نهجٍ مشوه جهالةً
 لا ليس فينا حين نغضب عنتر
 قلَّت خطى درب الهدى لكن 
على درب الهدى تلك الخطى تتبعثر!
 سرت الفجائع في الجميع حزينة
 لم تلق من يحنو ولا يستنكــــر
 سوق الكلام ولا سواها رائجٌ 
إلاَّ سوقٌ حين تقدم تخســــــــر!
 أسفي على زمنٍ تولَّى ليته 
يُلوى وفينا ذاك ذاك المعشــر
 بان الخبيء فكلُّ من راموا
 العلا أرقامهم- دون العلا- تتكسـَّــر! ******
 أ أباة بدرٍ لاغرابة إن غدت أعلامنا 
منكوسةً لا تذكــر! 
يا قادة اليرموك عذراً 
إن بدت للشرِّ أقوامٌ تكفُّ وتأمــــــر! 
حطين يا حطين إنَّ صلاحنا 
من مدَّةٍ- يا للهوان- مـــزوَّر
 يا رافعين صوى الفضيلة مالها
 مثل الرَّذيلة – في زماني مُظهر
 لو أنكم فينا لما هنَّا ومــــا
 فينا طغى كسرى فحالف قيصر!
 لو أنكم فينا لما عاث الألى 
عادوا الهدى والمكرمات وجاهروا
 ما أكثر الألوان في أعلامنا
 أ لكثرها ما فاح منها الأحمر!؟ ******
 أ حماة دين الحق لا لا فاجرٌ 
أغرى ولا أزرى بكم مستعمر
 أ حماة دين الحق كم جهل عثا
 ما شاف منَّا من يصدُّ ويقهـــر 
هل يعرف الجبناء أن مماتهم حقٌّ 
وأن بقاءهم متعــــــذِّر
 كم ميِّتٍ يسعى 
وحيٍّ في الثرى ومكفِّرٍ
 بالزيف من لم يكفروا 
أ حماة دين الحقِّ مات كثيرنا 
لكنهم- بئس الهوى- لم يقبروا *******
 أجداد من أنتم أ أجداد الألى
 هابوا الفلاح فما لديهم مفخـــر 
لله من زمنٍ يئنُّ بمعشرٍ
 للعزِّ ما للعزِّ فيهم منبـــــــــــر
 لله من زمنٍ يقوم خطيبه ينهى 
فيزني في الخفاء ويسكر
 لله من زمنٍ يعيش ضعيفه 
مُزرى وكلُّ أموره تتعسَّــــــر 
فيد القويِّ يدٌ تمدُّ لرفعها 
كلُّ القوى ويد الفقير تكسَّــــــر *******
 يا طالبي النصر المبين تمسكوا
 بالذكر ولتزكوا ويزك المخبــر
 يا نشء من ملَّ الزمان رقادهم
 هبوا لنصرة ربكم كي تُنصروا
 هبُّوا ولا تخشوا[العدا]
 مهما تكن أرقامهم فالله أكبر أكبــــــــــــر
 لا رفعةٌ لا عزَّةٌ لا ســـــــؤددٌ
 لرؤى يُباح على يديها المنكــــر 
...................................
تحياتنا للشاعر /الموقع الإعلامي لرابطة مثقفي الشعوب العربية 
مسؤول التوثيق  الأستاذة هيفاء علي خدام
الأمين العام 
د.السيد الحلواني 

تعليقات