رؤى ....بقلم يحي محمد سمونة


رؤى《 ■●▪
 مسألة الفصل بين العلم و المعرفة هي من الضرورات الملحة من أجل إنشاء علاقات سوية تحقق للإنسان عيشا كريما آمنا. فالإنسان لو أخذ ب "علم" عند تسطير علاقاته، سيغدو في أفضل حالاته نشاطا و حيوية و حسن أداء و لو أنه - الإنسان - أخذ ب "معرفة" عند تسطيره لعلاقاته، سوف يميل نحو حياة ملؤها كد و تعب و مشقة و بلادة قال الله تعالى: ( و كم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا و كنا نحن الوارثين) [القصص58] أيها الأحباب: الردود التي تلقيت حول منشوراتي الأخيرة كلها يشير إلى عدم وضوح الفارق - في أذهان الناس - بين "العلم" و "المعرفة" ! أيها الأحباب: كي ندرك حقيقة العلم و فحواه، و نميزه عن المعرفة و فحواها، نسأل السؤال التالي: هل التغيير الذي يطرأ على طبيعة الأشياء هو تغيير فيزيائي؟ أم هو تغيير كيميائي؟ - و بمعنى آخر: هل التغيير الذي يطرأ على الأشياء الكونية [ الشيء:من المشيئة] نسبته تكون إلى زمان، أم إلى مكان؟ - [ الزمان يعني حركة الشيء] [ المكان يعني ماهية الشيء] نحن نقول - مثلا - فسد الطعام و تغير طعمه. فهل الزمان كان سببا في فساد الطعام، أم هو المكان؟ و بما أن الزمان تمثله الحركة، و بما أن الحركة تعني أمر الله التكويني الذي قوامه: علم الله و عدله و حكمته في الوجود. لذا فإننا إذ نقول بأن الزمان قد أفسد الطعام و ذلك لحكمة قد ارتضاها الله تعالى و بها يتحقق عدله في الوجود - سبحانه يا من تنزه عن الظلم - أيها الأحباب: هكذا هو حال الإنسان، فيما لو أدرك بيقين أن كل شيء في الوجود إنما يتحرك بأمر الله التكويني الذي قوامه علم الله و عدله و حكمته في الوجود، فعند ذلك يكون هذا الإنسان قد غدا على "علم" - فذاك إذن هو علم الإنسان - لكننا لو نظرنا إلى مسألة فساد الطعام - مثلا - من زاوية أخرى و قلنا بأن الطعام قد فسد بفعل فساد الأنسجة و الألياف المكونة له - هو فساد كيميائي- فتلك نظرة معرفية ناجمة عن دراسة و قراءة و اطلاع على أحوال المادة و تقلباتها - و تلك إذن هي "المعرفة" عند الإنسان. - 
.................
تحياتنا للكاتب /الموقع الإعلامي لرابطة مثقفي الشعوب العربية
مسؤول التوثيق الأستاذة هيفاء علي خدام
الأمين العام 
د.السيد الحلواني 

تعليقات