الحب في زمن الكورونا ....بقلم المستشارة يمينة بديرة

 


#الحب_في_زمن_الكورونا

"""""""""""""""""""""""""""

نسأل الله العلي القدير أن يرحمنا ويرفع عنا البلاء إنه نعم المولى ونعم النصير

لقد إبتعدنا عن مبادىء ديننا ومقاييس إنسانيتنا وكان لنا في أمتنا أنبياء ورسل وخير البشرية هو رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل و الأنبياء فجاء ليتمم مكارم الأخلاق وكان لنا فيه قدوة واسوة حسنة

▪️إن الإنسان تميز عن باقي المخلوقات الكونية بالعقل البشري الذي يبقى هو الحاكم والمفكر والمحرك للسلوك والتعاملات الإنسانية والإجتماعية بإشارة من القلب السليم الذي يميزه العواطف والمشاعر والأحاسيس وما يحمله من محبة وتعاون رغم التحولات المحيطة به سواء من الجانب المادي أو العولمي الذي نتج عنه صراعات ونزاعات ومظاهر سلبية من تجمد علاقات ومشاعر وموت العواطف والأحاسيس إلا أن هناك ومن بعيد صوت سيظل يناديه بداخله للرجوع إلى أصله وعقله وضميره رغم كل الأفكار السوداوية العالمية البعيدة عن قيمنا وعقيدتنا ومبادئنا وثقافتنا وديننا ويبقى صوت الفطرة السليمة التي ولدنا عليها هو القوة الداخلية التي تنادينا دائما وأبدا للإيمان.

▪️جائحة كورونا والحب : 

قد يؤثر البعد بالسلب على العلاقة الزوجية في حالة عدم قدرة الشخص على الصبر خاصة إذا كانت المشاعر غير قوية كما يستطيع القرب أيضا أن يؤثر سلبا في حالة التواجد يوميا وهذا يعود لملل إحدى الطرفين فيكون أكبر عدو العلاقة وينتج عن عدم صدق المشاعر

▪️ هل جائحة كورونا قتلت العلاقة والحب بين الزوجين وفرقت بينهما ؟؟؟؟

إن التغيرات المفاجئة التي أحدقت بحياتنا والمتمثلة في جائحة كورونا هل كان لها تأثير سلبي في علاقتنا الزوجية أم إيجابي هذا ما سنعرفه !!!!!!

نحن كما يعلم الجميع لسنا في عصر الحب القديم المبني على أسس صلبة ومتينة و أفضل وصفه بحب السرعة أو « السندويش» ما معنى هذا :

معناه ان العلاقة تكون معرضة لأي إهتزاز داخلي أو خارجي لأنها في الأصل لم تكن صحيحة وبنيت على تربة غير صالحة للبناء فلا نتعجب من إنتهاء صلاحياتها في زمن قصير مثل الذي نعيشه الآن .

إن التغيير الإجتماعي الكبير الراهن جاء به نمط جديد للحياة والذي هدد الموروث والعادات القديمة الراسخة 

فأمام هذا التغيير الذي فتح آفاقا واسعة لشبابنا اليوم وخاصة في مجال قصص الحب والرومانسية و العاطفة ، فمن أجل التنفس عن النفوس المتشنجة دفعتهم الحاجة إلى الهروب والتعبير عن هذا الجانب الحسي المفقود والذي يتم خارج نطاق الشرع وبعيدا عن الزوجات اللواتي كان من المفروض أن تكوننا أكثرهم حاجة لهذا الشريك وهذا ينطبق عن الرجل كما ينطبق عن المرأة ( الزوج او الزوجة ) فأصبح عندهم تمرد شخصي وإدمان اللجوء للإحتياج العاطفي الغير مشروع فأصبحت المرأة كما أصبح الرجل يقيمون علاقات غير شرعية بعيدة عن الدين والتقاليد والعادات التي نشأ فيها هذا الإنسان وتربى عليها والخطورة أنه أصبح أمر شائع وطبيعي للأغلبية 

إن هذا الموضوع أمر خطير والقليل من يتكلم عنه بإعتباره شخصي وتابو أو تابوهات أو طابوهات في مجتمعنا ولا يحق الكلام فيه لأنه من( المحظور في المجتمع ) لكن إلى متى ؟؟

إن الثبات في الحب هو إلتزام المسؤولية والتقيد بالصواب وبصحة العلاقة فالحب ليس بنزوة او علاقة جسدية عابرة بل هو أكبر بكثير من ذلك .

▪️إن الحب هو ميثاق أخلاق رفيعة وإحترام وثقة متبادلة لا تنهك أبدا

نحن اليوم نواجه إنحراف كبير في مجتمعاتنا وخاصة في ظهور الجائحة التي زادت في هذا الإنتشار وهذا يعود إلى الملل وقلة الإيمان الذي يعيشه الإنسان ، فأصبح يرى البعض منهم في علاقته الزوجية ملل وروتين ونفور 

▪️إن الوقت قد حان لمعالجة هذه الآفة الخطيرة الذي يغفل عليها أفراد المجتمع ويجب عدم السكوت والإستسلام لها لأنها ظاهرة غريبة عن أسرنا و مجتمعاتنا العربية وتقوم على دمارها وهدم العلاقات الشرعية ولا تبشر بالخير لمستقبل أفضل 

إننا ومازلنا في كنف الجائحة وستبقى بيوت المسلمين تنهار وأطفال تتشرد وأسر تتفكك إن لم نعالج هذا الموضوع من كل الزوايا ونتعاون جميعا و نأخذه بعين الإعتبار من أجل الوصول إلى حلول تفيد المجتمع ، واول خطورة هذه الجائحة وأركز على هذا الجانب كثيرا وهو« الأسرة » لأن الجميع يهتم في ظل هذه الجائحة بالإنهيار الإقتصادي والإحتياج المادي للفرد ويهمل ولا يهتم للأسرة وما تخلفه هذه الجائحة من أضرار وعنف وتفكيك وإنهيار نفسي ومعنوي مع أن الأسرة هي الركيزة الأساسية لبناء الشعوب والمجتمعات

▪️ماذا يحتاج إليه المجتمع اليوم : 

نحن الآن بحاجة إلى حب حقيقي يسوده الطمأنينة والتماسك و الإرادة والقوة لنحول من خلاله في زمن كورونا من ملل لتجديد ومن يأس لأمل وإيمان ومن خسارة لربح والأجدر بنا أن نتعاون ونتلاحم ولا نفترق لنواجه هذا الوباء بقيمة الحب ، وحب الإنسانية وحب الحياة حتى ننتصر عليه

▪️فإذا كان الكاتب الكولومبي غابريل غارسيا ماركيز الذي أبدع في رواية « الحب في زمن الكوليرا » والتي خولته نيل جائزة نوبل في عام 1985 ، فعلينا نحن أن نبدع أيضا في خلق رواية لنا و ليكن عنوانها « الحب في زمن كورونا » وننال بها جائزة نوبل لعام 2020م 

▪️قد لا يكون حاضرنا وصفة جميلة لكننا بالحب نستطيع أن نبني مستقبل مجتمعات متماسكة لا يؤثر عليها ولا يفرقها لا الكوارث ولا الحروب ولا الفيروسات ولا ولا........

« بل ما يفرقها هو الموت » 


بقلم / #يمينة_بديرة

...................................

تحياتنا للمستشارة /الموقع الإعلامي للهيئة الدولية للمثقفين العرب في العالم

مسؤول التوثيق الشاعرة هيفاء علي خدام

الأمين العام

د.السيد الحلواني 

تعليقات

  1. سلمتي وسلمت يداكي علي ماتفضلتي به من حسن الكلام

    مشهور الدخيل

    ردحذف

إرسال تعليق