# ثقافة العالم .. بين المد والجزر !
--------------------------
- تعرضت فى كلمتى أمام المؤتمر الأول للهيئة الدولية للمثقفين العرب فى العالم بمدينتى ( سيدى سالم ) بمحافظة كفر الشيخ - مصر لفكرة أن الإنسان محور هذا الكون فهو الفاعل للأحداث وهو نفسه الذى يتأثر بها وهو المحرك للصراعات وهو الكاسب والخاسر فى غمرة هذه الصراعات وقلتُ إن هذا الحراك هو ثمرة الفكر الإنسانى الذى نشأ عن إرث ثقافى كان كبير الأثر فى حضارات سادت وأخرى بادت وصراعات تأججت وأخرى خمدت على مر التاريخ ونحن بكل معطياتنا نعيش مرحلةً من التاريخ نفسه .. وكما يقول أفلاطون : "الزمن صورة متحركة لأزلية ثابتة"
- ويطرح ( بيير روسِّى ) فى كتابه "مدينة إيزيس" - تاريخ العرب الحقيقى - مقابلة تاريخية تنم عن تمازج الحضارات وتفاعلاتها فى بوتقة واحدة حيث ذكر ترجمةً للكاتب العربى - حسن الطوبة - عن التراث الغربى قال : " لو لم يترجم ابن سينا ( أرسطو ) لما وُجِدَ القديس توماس الأكوينى " و انتقد روسى هذه العبارة فيقول : " ولكن الحقيقة شئ آخر فلو لم يتأدب الإغريق فى ظلِّ الثقافة العَربية لما وُجد أرسطو بالتأكيد "
و إذا تأملنا هذه المقابلة الفكرية سنجد أن الثقافة لا تعترف بشخصية الزمان ولا تعرف حدوداً سياسيةً كانت أو جغرافيةً فلا غَرْوَ إذنْ أن نقابل فى محيطنا العربى عربياً يفخرُ بأنه ليبرالى رغم مكونه الفكرى الإسلامى و هنا يجب أن نقفَ لنتأمل بعقلانية غير منحازة لفكرٍ أو مذهبٍ إنسانى أياً كان .. فأى فكر إنسانى مرتبطٌ بالمكان والزمان ..
- و سنحاول أن نخلق ربطاً مقبولاً بين الليبرالية كمذهب فكرى غريب على ثقافتنا وبين إنتمائنا الدينى فى إيجاز شديد ..
* الليبرالية Liberalism من أكثر المفاهيم المعاصرة غموضاً لأنها مفاهيم فلسفية تتغير و تتبدل وتتطور حسب مقتضيات الزمان والمكان .. وحيث إنها مفاهيم و رؤى فلسفية فهى تستعصى على التعريف لأن الإنسان العربى بثقافته و بأسلوب تعليمه تعود على تعريفات جامعة مانعة قاطعة للمصطلحات .. و مما يزيد الأمر صعوبة أن الليبرالية ترفض أن تنظمها إيديولوجيا معينة أو تجربة بعينها بمعنى أنها تمردت على الفهم المباشر وأغرقت فى الغموض لأن كل مجتمع يختلف عن الآخر فى العادات والتقاليد والأعراف والإنتماءات والممارسات الدينية ..
و لك أن تعرف أن الليبرالية لا تعتبر بوجود مرجعية مقدسة و هى بذلك عكس الراديكالية لأنها إن قدست أحد كتبها أو رموزها فإنها تفقد خاصية مهمة من خصائص الليبرالية لتصبح مذهباً منغلقاً على نفسه .. ويعتبر الفضاء الواسع المرجعية الأساسية لليبرالية فكل ليبرالى هوالمرجع الأساسى لليبراليته أو حريته المطلقة ..
* فهل من المقبول إذنْ مصطلح " المسلم الليبرالى " ؟
أعتقد أن تعبير (مسلم ليبرالى) غير مقبول .. لماذا ؟ لأن المسلم هو المسلم لله بالتوحيد المنقاد له بالطاعة المتبرئ من الشرك و أهله .. فالذى يريد الحرية التى لا ضابط لها إلا القانون الوضعى فهو متمردٌ على شرع الله يريد حكم الجاهلية وحكم الطاغوت وهو من يُتبعُ نفسه هواها دون مراقبة للخالق فلا يكون مسلماً .. و فى رأيى أن إعتناق مثل هذه المذاهب الفكرية التى لا تناسب طبيعة مجتمعاتنا دون تفكير قد خلق إنساناً ( روبوت ) يأتمر بأمر مالكه ولا يقدم شيئاً مفيداً لمجتمعه ..
يا أيها الروبوتات أفيقوا وانتبهوا يرحمكم الله !!!
......................................
تحياتنا للكاتب /الموقع الإعلامي للهيئة الدولية للمثقفين العرب في العالم
مسؤول التوثيق الشاعرة هيفاء علي خدام
الأمين العام
د.السيد الحلواني
تعليقات
إرسال تعليق