وتذكرت أمي
ياهاجسي هات الدواة هات القلم
واكتب قصيدة حزن لا آخر لها
أنا في رثا أمي ساروي قصة
تسمع بها العربان وكل قفارها
أمي بحملي كم وكم قد كابدت
تتجرع الآلآم بكل اشكالها
تسعا من الأشهر خاضت رحلة
واحنا ولا مرة حسبنا حسابها
كم كابدت ليلا بهيم بظلمة
وتردد الأنات في آهاتها
ما ان اتيت الى الحياة حتى نست
كل المشاق وكل عسر انتابها
درت لي العسل المصفى وجبة
في الصبح والإمساء وكل اوقاتها
فحليبها كان الدواء الشافي الذي
اقوى به على الحيا وامراضها
ما ان ترعرعت قليلا فورها
قد جهزت مترا تقيس قياسها
الله كم حلمت أكون امامها رجلا
في حين كل الناس تفتخر بانسابها
أخذتني للمعلامة جدا باكرا
كي تروي بي عطشا سنينا صابها
لكنها فقدت حبيبا ساعة
فلقيتها لحقت تدق ابوابها
تدخلني للفصل الدراسي وانبرت
بالباب جاثمة تدير انظارها
أمي التي كالنهر تسقيني الحنان
من لي بها كنت الملك بجنابها
لو همني غم وحزن أنطوي
فاحس بالإفراج تحت اجناحها
واذا تأخرت بليل برهة
ما قارب النوم الغزير اجفانها
فارقتها والى المدينة اتجهت
طلبا لاكمال العلوم واتمامها
فتكدرت صفو الحيا وتحسرت
وتحملت أثقال فوق اثقالها
فرأيتها شيب الزمان قد اكتست
والحزن نال من الكريمة نالها
هي لا تريد حتى فراقي غمضة
من عين هذا والذي خلق الجبال حالها
رق الزمان لحالها فتجمعت
أشتات كانت من قريب هالها
قرت عيونا واستعادت بسمة
من بعد ما قد فارقت أشفاهها
بذلت قصارى جهدها لاسعادنا
عشنا الحياة الهانئة بظلالها
في مثل هذا اليوم كانت أمنا
تروي لنا قصص الزمن واحداثها
وكيف عاش الناس فيها إخوة
وكيف كل أم تربي عيالها
بفراقها هدت عروشي وانطوت
وتحطمت أحلام كانت زادها
هل يا جماعة في الوجود اما
كهذي الأم او من أمثالها
هاذي انا أمي فهاتوا أمكم
ولتخرس الأقلام في أشباهها
أمي أعيدي المجد يا أستاذتي
وعلمي الأجيال تبني احلامها
وانت يارب عظيم أسالك
عفوا ورحمانا تغشى عظامها
واسعد الهي يا رجائي حبيبتي
فالسعد كل السعد في اسعادها
هاقد اتيتك يا رحيما طالبا
مني الدعاء ومنك أنت اقبالها
فلا ترد دعاءنا يا موئلي
أنت الرجاء اذا العبيد اتى بها
واختم كلامي بالصلاة على النبي
محمدا أرجوا يكون شافع لها
.................................
تحياتنا للشاعر /الموقع الإعلامي للهيئة الدولية للمثقفين العرب في العالم
مسؤول التوثيق الشاعرة هيفاء علي خدام
الأمين العام
د.السيد الحلواني
جميل جدا سلمت يداك
ردحذف