بين العقل والفكرة والقلم ......بقلم الكاتبة يمينة بديرة

 


✓ بين العقل والفكرة والقلم 

''''''''''''''''''''''''''''''''''''''

كل شيء يبدأ من فكرة تسكن عقل صحيح فتكتب بقلم

✓ إذا أردت أن تحتل أمة فاحتل فكرها ، أما عن الباقي فهو سهل جدا

إن قتلتني بالسلاح فقد قتلت جسدي لكن لم تقتل فكري لأنه باق للأجيال وحتى روحي فإنها تصعد لخالقها 

إن إنتهاء الإنسان لا ينتهي بقتله بل ينتهي بزوال فكره، فنحن لا نحتاج لأجساد حية بأفكار ميتة، بل نحتاج لأفكار تقطن في أجساد فتخرج إلى العالم الخارجي ويكون لها ظهور فعلي و هادف


✓ إن الأفكار تنمو بإمتداد العقول الأخرى وتختفي بعدم تقديرها وتصديقها والإيمان بها وبقدرتها ، فإن وجدت التوازن والوسط الملائم كبرت ونضجت وإنتشرت بجذورها، وإن كان العكس فإنها ترحل وتهجر المكان الذي وجدت فيه


✓ إن الفكرة تحتاج لوسيلة قوية، أدبية كانت،علمية، إعلامية أو غيرها لتعتمد عليها في الظهور

وإن الجسد الذي هو صاحب الفكرة ومن يكتبها فتكون له العديد من الأجساد التي تقرأ فكرته، فإن مات الجسد بقيت أجساد أخرى بفكرة صاحبها وهذا هو بيت القصيد ، يعني أنك تكون قد وصلت لقلب وعقل القارىء وجعلته يتأثر بأفكارك ، وبذلك سيكون أقوى تحدي وسلاح لبقاء الفكرة على ذكرى صاحبها الذي يبقى حيا في كل العصور ولكل الأجيال وهذا هو النجاح لأنك ترجمت أفكارك بالكتابة يعني بالقلم ورسختها في عقل القارىء


✓ إن بين كل أنواع الدمار التي إخترعها الإنسان إلا أنها تبقى عاجزة أمام أقوى سلاح أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه و سلم وهو نور العلم لقتل ظلام الجهل فكانت أول سورة وهي ( إقرأ ) التي تشمل كل أنواع العلم ومن بينها القراءة والكتابة فكلاهما أقوى سلاح العدو وخاصة إذا تبعتها فكرة مفيدة

فلا بد أن نكتب أفكارنا ولا نتركها في أجساد مكبوتة لأن الجسد معرض لأي صدمة وكذلك الموت وقد يكون حاملا لفكرة رائعة تنقذ أمة من الهلاك أو تساهم في بناء مجتمع وإصلاح بشرية


فبقلم تبني وبقلم تهدم ، وبفكرة تحيي و بفكرة تميت


✓ إن القلم سعره رخيص لكنه غني الثمن بمعنوياته وأسراره فبدلا من الإستثمار في أسلحة لا تخدم البشرية إلا في قتلها ومع ذلك فلن تقتل أفكارها فلما لا نعيد النظر في مجالات إستثمارنا


مادام القلم موجود فلن تموت الفكرة ولا صاحبها، فإما أن تكون فكرة جيدة أو فكرة سيئة

والقلم إما أن يكون بين أيدي أمينة وصادقة، وإما أن يكون بين أيدي خائنة وكاذبة


✓ اذا فعلى الكاتب أن يتحلى باليقظة و الحذر عند مسك القلم وكتابة أي حرف أو كلمة ونرجو منه أن يكتب بالحق.......

فلا ننسى أن الله خالق الكون والقلم وصاحب القلم ، فأقسم بالقلم


قال تعالى : { ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ * فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ * وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ * أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ } سورة [القلم:1-16] صدق الله العظيم


إن الله إذا أقسم بشيء فإنه يريد أن ينبهنا لأهميته و خطورته في حياتنا الدنيوية و الآخروية

فاحذر أيها الكاتب مما يسطره قلمك من كتابات ، لأننا اليوم نعيش في زمن الحروب القلمية وهي أقوى وأخطر سلاح عند الإنسان

وإن قيمة الكاتب تكمن في فكرته إنطلاقا من كتاباته

فمن غرس فكرة فإنه قد إقتنى حكمة


✓ إن بناء العقول أفضل بكثير من تشييد القصور وإن الثروة الحقيقية هي الإنسان المفكر والمبدع في نفس الوقت لأنه جوهر الوجود. لكي نرتقي إلى درجة الإمتياز في تقديم أفكار موهوبة وإبداعية في كل الميادين والمجالات يجب أولا تنمية العقول وهذا بتقديم وتوفير لها كل الأدوات اللازمة وفتح لها كل الفضاءات التي تساعدها وتمكنها على بذل الجهد والعطاء ، وليس تجميدها وقوقعتها وتركها لخدمة أهداف لا تبني وطنا ولا مجتمعا ولا تبني مجدا ولا فكرا ولا حتى ثقافة تخدم شعوبا و تصنع له تاريخا يفخر به على مدى العصور .


بقلم / يمينة بديرة

.............................

تحياتنا للكاتبة  /الموقع الإعلامي للهيئة الدولية للمثقفين العرب في العالم

مسؤول التوثيق الشاعرة هيفاء علي خدام

الأمين العام

د.السيد الحلواني 

تعليقات