المجتمع المدني وحقوق الإنسان ومدى تحقيق السلام ......بقلم سفير السلام المستشار الدكتور محمد حسين شامي غنمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
المجتمع المدني وحقوق الإنسان ومدى تحقيق السلام ...
منذ ان ولد الإنسان وقد ولدت معه حقوقه ، ولا ادل على ذلك مما ورد في السيرة النبوية عن رسولنا عليه الصلاة والسلام من ان الله قد علم آدم عليه السلام الاسماء اي "الاشياء" بعد ان نفخ فيه من روحه وعرض عليه "الامانة" واغلب التفاسير تشير الى انها "المسؤولية والتكليف الشرعي" واستمرت معرفة الانسان لهذه الاشياء والحقوق والواجبات الى يومنا هذا مع الكثير من التطور والتقدم والازدهار ...
ان وعي الانسان لهذه الحقوق وتطبيقها والتمتع بها قد استغرق زمنا طويلا من تاريخ البشرية . وسيزداد هذا الوعي بهذه الحقوق الانسانية ويتنامى بجميع انواعه . وان حرمان الإنسان من هذه الحقوق هو ظلم الناس لبعضهم البعض . وقد تطورت الحاجة الى اعطاء الناس لحقوقهم على مر العصور والتاريخ البشري حتى وصلت الى تحقيق هذه المكاسب بطريق شتى بدأت بنضال الإفرادٍ والشعوب عبر التاريخ ضد الظلم والطغيان والاقطاع والدكتاتورية ولا شك ان للشرائع السماوية دور هام في ارساء القواعد الاساسية والضرورية لايصال الحقوق الى اصحابها "وسنفرد لها مقالا خاصا ان شاء الله" وكذلك فان التطور والحضارة قد اسهمت في تحقيق السلم والسلام والامن والامان وتحصيل الحقوق .
انواع الحقوق المجتمعية :
1- الحقوق المدنية والسياسية : اولها الحريات الانسانية ، وتشمل الحق في الحياة والحرية والأمن والامان واحلال السلم والسلام وذلك بعدم التعرض للتعذيب والتحرر من العبودية والمشاركة السياسية وحرية الرأي والتعبير بضمير سليم وتطبيق الشرع والدين .
2- الحقوق الاقتصادية والاجتماعية : وتتحقق في ظل الامن والامان والسلم الاهلي والمجتمعي وتشمل العمل والتعليم ومستوى معيشي مرموق من مأكل ومشرب ورعاية صحية وتملك وتجارة وصناعة وغيره من متطلبات الحياة المعيشية الاجتماعية والاقتصادية .
3- الحقوق البيئية والثقافية :
ايضا هناك حقوق تنموية وتشمل حق العيش في بيئة نظيفة ومصونة من الاخطار وحق الفرد في التنمية الثقافية والسياسية والاقتصادية .
## وقد كانت هناك حقوق للانسان في الحضارات القديمة والتي عرفت حقوق الانسان وطبقته منها :
اولا - حضارة وادي الرافدين واهمها :
**الحضارة السومرية : وقد اهتمت الحضارة السومرية بحقوق الانسان ودونتها وطبقتها على شعب وادي الرافدين وهي تعد من أقدم الوثائق في حقوق الانسان وشملت " القانون والعدالة والحرية" فكانت من اساسيات الفكر العراقي القديم فكلمة حرية ( آماركي ) وردت في النص السومري لاقدم وثيقة عرفها العالم القديم وتشير صراحة الى اهمية حقوق الانسان وتأكيدها .
وكذلك التاكيد على المساواة في المجتمع وقد ارست هذه الاصلاحات الاجتماعية لتنظيم حياة الاسرة والمحافظة على مكانة المرآة واستقلاليتها .
** شريعة حمورابي : الصادرة من العاهل البابلي والتي اصدرها في السنة الثلاثين من حكمه والتي انقسمت الى ثلاث اقسام رئيسية هي المقدمة والمتن والخاتمة . حيث كانت مقدمتها والتي استهل بها حمورابي شريعته بتلمس بوضوح حرصه على سعادة المجتمع البابلي ورفاهيته وسيادة القانون والنظام وحماية حقوق الضعيف والايتام والارامل والقوانين التي تحفظ للفرد حريته وحقوقه وامنه في شعوب وسكان وادي الرافدين .
** أما مصر ففي عهد الفراعنة لم تعرف هذه الحقوق والممارسات الانسانية حتى منتصف القرن الخامس قبل الميلاد حيث كان فرعون مصر قبل ذلك يعد نفسه إلها مطلقا في الحكم وحده وهو مصدر التشريع والعدالة .
ثانيا _ الحضارات القديمة الاخرى :
** الهندوسية : التي انتشرت في الهند ومنها الى مناطق ومجتمعات جنوب شرق اسيا وقد اعتمدت على قوانينها الخاصة بتطبيق حقوق الانسان ومنها بعض النصوص المقدسة الخاصة بها وهي التي نسبت الى ( براهما ) الاله الهندوسي او الى اعماله ولاسيما تلك المرتبطة بالخالق .
** ومن الهند انطلق ( بوذا ) الذي لم يدع دينا وانما وضع حلولا عملية للحياة وقد انتشرت تعاليمه في الصين واليابان وجنوب شرق اسيا ونادت بمباديء المساواة والحرية ونشر العدالة ويرى بوذا (ان لافرق بين جسم الامير وجسم الفقير وكذلك لافرق بين روحهما) ..
**اما الصين : فقد تجلت حكمه ( نفوشيوس) في نشر العدل والدعوة الى الاخاء العالمي والامن بين الناس وشدد في تعاليمه على خدمة الانسان ايا كان ( وراى في الظلم انه رذيلة الرذائل ) .
** الفكر اليوناني : فقد اسهم ايضا وعن طريق مفكره ( سوفوكليس ) في مقولته ( كثيرة هي المعجزات في الدنيا ولكن الانسان اعظمها ) كما ان الرواد الذين ادركوا حقيقة كون الانسان مخيرا اكثر من ان يكون مسيرا ..
وان هذا المدرك يعد دوما عنصرا جوهريا في مضمار حركة التاريخ البشري وتطوره .
** الفكر الاغريقي :
لقد كانت لسمات مفكرة ( افلاطون ) والذي اوضح في كتابه الجمهورية ( ان اول ما تعنى به "الحكومة الجمهورية" هي ان تكمل السعادة للمحكومين وان تهبهم الصحة والرضى كما اعتبر ان ليس للاجتماع المدني سوى العدل وان اي دولة لا تعرف ان تقوم عليه هي دولة فاسدة .
** ارسطو : فقد اكد على ان المثل العليا هي سيادة احكام القانون والعدالة والتعليم وان الدولة وجدت لصالح الانسان ولم يوجد الانسان لصالح الدولة فما ولد الانسان الا ليسعد الخميس 4/3/2021 .
بقلم /
سفير السلام والنوايا الحسنة سفير الانسانية وحقوق الانسان وسفير القصيدة الوطنية الاديب والشاعر / المستشار الدكتور محمد حسين شامي غنمه . عمان . الاردن .
....................................
تحياتنا للدكتور /الموقع الإعلامي للهيئة الدولية للمثقفين العرب في العالم
مسؤول التوثيق الشاعرة هيفاء علي خدام
الأمين العام
د.السيد الحلواني
تعليقات
إرسال تعليق