لماذا يُدمّر اليمن والشام....بقلم الباحث والكاتب غسان عبدالله


 لماذا يدمر اليمن والشام:

كل الشواهد التراثية تؤكد أن تسمية اليمن عمرها عمر الإنسان العاقل الأول وتجمعاته وبزوغ العقيدة الشمسية التي تقدس شمس العقل الأول خالق الكل، هذه العقيدة التي واكبت وجود الإنسان الأول في تجمعاته الأولى ثم انتشرت لتعم كافة ارجاء العالم العربي القديم في سورية ووادي النيل ومن صلب هذه العقيدة أن شمسنا هذه ليست إلا الصورة المرئية الرامزة لإشراقة شمس العقل الخالق الذي استمد الإنسان العاقل طاقته منه والصلة او الرابط الجوهري والكياني بين العقل الأول الخالق والإنسان العاقل المخلوق هو هذه الطاقة الخلاقة التي اطلق عليها اسم العقل.

لهذا وباختياره منطقة بلاد" غامد" من وسط السراة في شبه جزيرة العرب مركزا أو سرة لأسباب ماتزال مجهولة فقد كان الإنسان يقف في ذلك المركز كل مشرق شمس مستقبلا بوجهه الشرق أي الشمس لتحية الإشراق ، لأنه منذ أن اشرقت الشمس وبدأت عملية التبخير وتوفير المياه العذبة بزغت كل أشكال الحياة ، فكل ما كان على يمينه دعاه" يمن" أو يمين" وكل ما على يساره دعاه " شام" اي شمال.

وإلى هذا اليوم تخرج ساقيتان من بلاد غامد متجاورتان تنجهان غربا صوب تهامة تدعى أحدهما الشاقة اليمنية والثانية الشاقة الشامية.

والشاقة بالسريانية: هي الساقية بالفصحى وإن اليمن ككل شبه الجزيرة العربية ظلت إلى امد بعيد جنة الله على الأرض .. ولو تحرينا معنى كلمة" يمن" باللهجتين السريانية والعرباء لوجدنا انها تتضمن كل معاني الخصب والمن والعطاء والبركة و الأرض التي بورك فيها وحولها ، وفي القاموس السرياني يمن: يمًن جعله عن اليمين .. يمينو.. يمين ، عهد ، امان، يمينوي، ويمن... الخ

واليمن القديمة كانت تمتد من شمال مدينة الرياض الحالية إلى عدن سوف تلتقي بجغرافيا مواقع الخلق الاول، وفي كل المراحل، وتحديدا في منطقتي البحرين من المياه العذبة" بحر الربع " وبحر خبيت..أو بحر الجوف وفي كل ما يحيط بهما من جبال ووديان وسهول. 

وجاء في القرآن الكريم" لا إلاف قريش إلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف..

لقد كانت التجارة بين الشام واليمن في اوج قوتها في العصر الإسلامي..وباركهما الله في كتابه الكريم.

ولما تملك اليمن والشام من تاريخ وحضارة وآثار توجهت ايادي الغدر والعمالة أدوات الصهيونية العالمية لتدمير حضارة البلدين وسرقة آثارهما وتاريخهما خدمة للصهيونية العالمية ..والقضاء على اي امل بعودة الحياة لسورية الطبيعية" الهلال الخصيب" واليمن السعيد ام الدنيا..

ويشارك خبراء يهود مختصون في السرقة والاعتداء مع الجيوش والعصابات الإرهابية العميلة التي دربتها ومولتها واشرفت عليها المخابرات المركزية والموساد لتزوير تاريخ المنطقة بعد سرقة آثارها وتدمير حضارتها كما فعلت بالعراق الشقيق وخاصة منطقة نينوى.. وما تفعله الآن في كل المناطق التي سيطرت عليها في سورية

الشام بكت اليمن.. واليمن بكت الشام وإذا ما قضي عليهما لم يبق تاريخ ولا حضارة ولاعقيدة وسوف ينتهي عصر الأمتين .ويسود الجهل ويعود ابناء المنطقة إلى حياة الجمل والقبيلة والبدو والثأر.. بدون عقائد؟؟ بدون تاريخ، بدون حضارة.. وسيعم البلاء والخراب. وإذا ما تصفحنا تاريخ المستعربين والمستشرقين وما سجلوه زورا في صفحاتهم كله جاء لخدمة المشروع الصهيوني التوراتي المزور..

...............................

تحياتنا للباحث والكاتب /الموقع. الإعلامي للهيئة الدولية للمثقفين العرب في العالم

مسؤول التوثيق الشاعرة هيفاء علي خدام

الأمين العام

د.السيد الحلواني 

تعليقات