الحياة مدرسة ....بقلم الدكتورة أمل مصطفى

 


الحياة مدرسة

بقلم د. امل مصطفى

هناك قاعدة نفسية تقول ما تمارسه يومياً سوف تتقنه بكفاءة عالية ، فعندما تمارس القلق ستقلق لأتفه الأمور، وعندما تمارس الغضب ستغضب بدون سبب. 

لذا لما لا تمارس الطمأنينة لتتقن السكينة ،وتمارس التفاؤل والأمل لتتقن راحة البال، وتمارس الثقة وحسن الظن بالله في حياتك لتنعم بالسعادة والأمان ؟!!

حياتنا تمر خلال محطات متعاقبة من السنين نحيا فيها مع الكثيرين من خلال عائلتنا وعملنا ومجتمعنا يمر علينا خلال الرحلة اناس بقوا معنا واكتملت حياتنا بوجودهم وقربهم ، واناس محبتهم من قلبهم مشاعرهم نقيه صادقة خالية من اى زيف وهم قليل ، واناس اختفوا وتلاشوا ولم يعد لوجودهم اثر، واناس آخرين اقتربوا فخانوا، وهناك من هجر وجحد ، واناس على هامش رحلة الحياة صامتين متفرجين متابعين حاسدين متنمرين احيانا ، وهناك اناس تطيب لحظات الحياة بوجودهم وهم من صانوا الود والحب والعشرة وكانوا رفقاء للروح ، داعمين للنفس بطيب وجودهم ، ففى كل محطة رحلة قصيرة نحياها مع من حولنا بحلوها ومرها يمر علينا فيها الكثير من الوجوه العابره والشخصيات المختلفة والاحداث المتلاحقة وكل يوم حدث جديد ودرس نتعلم منه وعبره من صفعات لم نكن نتوقعها..!! ، ولكن هى الحياة كما يطلقون عليها "الحياة مدرسة" تعلمنا فيها اكثر مما تعلمناه فى الكتب والمدارس ، وعرفنا منها اكثر مما عرفناه من المراجع ، واصبحنا تلاميذ فى محرابها تلقنا كل يوم درس ونستفيد فى كل يوم منها بخبره ومعلومه وحدث جديد لم نكن ندركه ، ولكن ليس الكل يدرك ويتعلم ، فكما فى المدرسة التلميذ الشاطر النجيب المتفوق ، هناك ايضا التلميذ الفاشل الغير مدرك بعواقب اهماله وبطء استيعابه ..!

فلا يدرك دروس الحياة الا من حارب فى معارك الحياة وتحدى كل صعب فيها ووقف مرفوع الرأس رغم رياحها العاتيه ، لا يدرك قيمة وحلاوة الايام الا من ذاق مرارتها جحودا وهجرا وقسوة وخاض وتعمق فى معانيها ، فنضج الفكر وقويت الروح وعزت النفس فتصدوا لكل صعب وعاشوا احرارا..

لذا هؤلاء هم من ضمن المصاحبين لنا فى رحلتنا المشرقين علينا بروحهم الايجابيه رغم كل صعب يلاقوه فهم لنا القدوه فى الصبر والتحمل والارادة فلنتعلم منهم ونراجع حسابتنا.

ونصالح الحياه ونحب من احبنا ويقدرنا فمن الحياة نتعلم دائما الحب ومن التجارب نتعلم من نصادق ومن نحب ، اما من المواقف فهى تظهر لنا دائما من يحبنا وبصدق ، من يتمسك بنا من يمسك بأيدينا ولا يفلتها رغم اصعب المواقف وعظم المشكلات متشبث بنا لاننا له الروح لرحلة حياته.

دائما نردد كما تدين تدان وان الايام دول بين الناس ما فعلته من خير او شر سيرد لك ، لذا فلنتقى الله باعملنا ونراجع تفكيرنا ، ونتعلم من دروس الحياه ونتقن ونرتقى باختيارتنا .

 اى اختيار ستعقبه نتيجة لذا نكن على وعى تام بإختيارتنا لانها ستشكل حياتنا، ونتوقف عن وضع انفسنا فى اطار الخذلان والضعف فالحياة ليست الا للأقوياء ومن يخوضون معاركها وتحدياتها بثبات وحكمة .

الحياة هى اكبر من ان نتكلم عنها فى كلمات او مقالات وخطب ولكننا نسأل ماذا تعلمت انت من الحياة ؟ وكيف تصرفت مع ضغوطات وتحديات وصفعات الحياة ؟

.................

تحياتنا للدكتورة/الموقع. الإعلامي للهيئة الدولية للمثقفين العرب في العالم

مسؤول التوثيق الشاعرة هيفاء علي خدام

الأمين العام

د.السيد الحلواني 

تعليقات